أبو العباس المرسي المالكي (ت542هـ)
هو الشيخ الفقيه الإمام المقرئ الكبير، المفسر، النحوي العددي، أحمدُ بن عليِّ بن أحمدَ بن يحيى بن خَلَف بن أفلَحَ، بن رَزْقُون ـ بتقديم الراء، بن سَحْنون بن مَسْلَمةَ القيسي الباجي ثم الجزيري، أبو العبّاس المُرْسِيُّ المالكي.
أصله من باجة القيروان، وفيها نشأ وترعرع، وانتقل إلى الجزيرة الخضراء فاستقرّ بها، ومنها أخذ العلم في سن السابعة من عمره عن شيوخ بلده، ثم رحل في طلب العلم إلى بلنسية وشاطبة وقرطبة ومالقة وإشبيلية، فأخذ عن جمع غفير من العلماء، منهم: أبو الحسين يحيى بن إبراهيم ابن البياز، وأبي علي بن سكرة، وأبي داود بن نجاح، وأبي الحسن بن عبد الرحمن ابن الدوش، وأبي الحسن بن خلف العبسي، وأبي بكر خازم وأبي القاسم خلف بن إبراهيم ابن النخاس وغيرهم.
وتصدر للإقراء بالجزيرة الخضراء وأخذ الناس عنه، وولي القضاء ببكورة أركش مدة، فحمدت سيرته واشتدت وطأته على أهل الفساد ليصرف عن القضاء، فلازم الإقراء وإسماع الحديث بمسجد الرمانة من الجزيرة الخضراء، وقد كان قبل يقرئ بمسجدها الجامع وبمسجد الرايات منها.
ممن روى عنه ابنه أبو الحسن، وابن عتيق بن مؤمن، وأبو بكر: عتيق بن مؤمن وابن خير الإشبيلي، وأبو إسحاق بن على بن يوسف الجذامي، وأبو حفص بن عذرة، وأبو الخليل مفرج بن سلمة، وأبو عبد الله: ابن عبد الملك بن النسرة وغيرهم.
قال في حقه ابن عبد الملك المراكشي: «كان مقرئا مفسرا محدثا فقيها مشاورا نحويا عدديا»، وقال الذهبي: «كان فقيها مشاوراً، حافظاً، محدثاً مفسراً، نحوياً».
وتوفي أبو العباس المرسي بالجزيرة الخضراء في شهر ذي الحجة، سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة، حسب ما رجحه ابن الأبار.
مصادر ترجمته: التكملة لكتاب الصلة، لابن الأبار: (1/51ـ52) والذيل والتكملة لأبي عبد الله محمد بن محمد المراكشي: (1/471ـ472) معجم أصحاب القاضي أبي علي الصدفي، لابن الأبار: (ص: 34ـ35) وتاريخ الإسلام للذهبي: (11/801) والديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب: (ص: 219) وطبقات المفسرين للسيوطي: (ص: 24).
إعداد: ذ.محمد لحمادي
باحث بمركز الدراسات القرآنية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق