الدكتور أحمد
عبادي يحاضر في موضوع: «صناعة الإنسان في منظومة الوحي» بأبوظبي.
ألقى الدكتور أحمد
عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء/ المملكة المغربية، محاضرة بعنوان
«صناعة الإنسان في منظومة الوحي«، بحضور أول الشيخ محمد بن
زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وذلك في إطار برنامج
المحاضرات والأمسيات الفكرية الرمضانية التي ينظمها مجلس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان
بقصر البطين بأبوظبي.
وحضر المحاضرة أيضا
الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية، والفريق الشيخ سيف بن
زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، و الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان
رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والشيخ
حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، والشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان
وزير الخارجية، والشيخ عمر بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان
آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والشيخ خالد بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس
إدارة طيران الاتحاد، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية
المجتمع، والدكتور شوقي إبراهيم علام مفتي الديار المصرية، وعدد من الشيوخ والوزراء
وكبار المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي لدى الدولة.
محاور المحاضرة
تناول د. أحمد
عبادي ستة محاور رئيسية في محاضرته وهي:
الله عز وجل خالق
فريد والإنسان خلق متفرد والإنسان كائن مسؤول عن إدخال هاديات الوحي بالكدح والمكابدة
إلى مجال البشرية بخلاف الكائنات الأخرى وبسط للكفايات الكبرى التي تمكن الإنسان من
الاضطلاع بمهام الاستخلاف والخلق السوي والإدراك والعلم والوحي والكون ومنظومة الأخلاق
الوظيفية والرحمة وسائر الأخلاق الحاكمة وصناعة الإنسان الفرد وصناعة الإنسان الجماعة
في سباقنا المعولم الراهن.
وقال أحمد عبادي
إن العالم يعيش حالة «خلف» ونحن نقول للعالم إن الدين الإسلامي يدعو
للتي هي أقوم ولكن حين ينظر إلينا العالم حالياً لا يرانا معانقين للتي هي أقوم وهذا
«الخلف» يجعلنا في حاجة إلى أنموذج ليعيدنا إلى
الطريق الصحيح.
وأكد أن الإمارات
من البلدان المباركة المرشحة والمؤهلة لإزالة حالة «الخلف» التي يعاني منها العالم الإسلامي، وأن
يصبح من الممكن رصد حالة فيها تجليات بأن القرآن الكريم يهدي فعلاً للتي هي أقوم وهذا
مجال يمكن أن يرفع ويزيل حالة «الخلف».
وبدأ الدكتور عبادي
محاضرته بالترحم على المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأجزل الله مثوبته على
هذا الصرح المبارك الذي أقامه فأهله لأن يكون وحدة قياسية فيها ملامح الطمأنينة والاستقرار
في منطقة باتت تشهد قدراً كبيراً من الاضطراب في عالم اليوم.
وقال لصاحب المجلس:
نسأل الله أن يدعمكم بمدد من عنده ويقوي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس
الدولة »حفظه الله«، وأصحاب السمو والمعالي كل في الموطن والثغرة التي يقف فيها في
هذا الواقع الذي يحتاج إلى تسخير وثني الركب وتقويس الظهور.
الكتابان المنظور
والمسطور
أوضح عبادي في
هذا المستوى أن الإنسان مكن من مرجعين كبيرين أولهما الكتاب المنظور وهو الكون وفيه
آيات والمرجع الثاني كتاب الله المسطور.
وأشار إلى أن هاتين
القراءتين تٌمكننا من أمرين خطيرين الأول وهو الاهتداء إلى القدرة على الحركة وهي قراءة
الكتاب المنظور والقراءة في الكتاب المسطور تُمكنا من استنباط الوجهة نحو القبلة لكي
تضاف إلى الحركة فتصبح الحركة متوجهة إلى الله.
وأضاف أن الله سبحانه
وتعالى لم يترك سر صناعة الإنسان في الجانب الإرشادي فقط ولكن جلاها في الجانب العلمي
والتطبيق فأشخص لنا الأنبياء وخاتم الأنبياء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ليكون
هو الوحدة القياسية في المجال البشري لأن هؤلاء الذين يريدون أن يضطلعوا بوظيفة الصناعة
لهم مرجع ووحدة قياسية.
وأوضح أنه حين يفتقر
الإنسان إلى حالة السواء في المجال البشري يكون هناك مشكلة ولذلك من لطف الله تعالى
أن لها هذه الوحدة القياسية للبشر.
أفعال العباد
وذكر أن صناعة الإنسان
يبرز فيها جانبان رئيسان الأول هو الخط التصوري وفيه شبكة تصورات تستخلص من كتاب الله
تعالى ويكون مفهوم الخلافة شاخصاً للناس حاضراً بينهم، والجانب الثاني وهو القيم والمعايير
التي تعاير عليها أفعال العباد وهي في غاية الأهمية وحين لا تكون بارزة في سلك الإنسان
أفراداً وجماعات يمكن أن يذهب يمنياً ويساراً.
وذكر العبادي أن
هناك جانباً ثالثاً وهي الشرائع والتنظيمات وهي في غاية الأهمية ولا بد من التنشئة
ليكون الإنسان قادراً على احترام هذه التشريعات والتنظيمات، مشيراً إلى أنه يأتي بعد
ذلك السلوك والتصرفات وهي أمور تضبط بشكل بين.
واقع معيق
وأشار إلى أن واقعنا
الجاري معيق والمؤسسات التي كانت حارسة على صناعة الإنسان أصيبت بحالة من الارتجاج
وأبرز هذه المؤسسات، بالإضافة إلى مؤسسة الحكم هي مؤسسة العلماء التي عانت من جملة
من التنمرات من قوم رفعوا لواء الصفاء والعودة إلى جوهر النص بطريقة مباشرة دون العودة
إلى العلماء، والتنمر الثاني من الإصلاحيين الذي بدأ نهاية القرن التاسع عشر وبداية
القرن العشرين في الاستانة والتي تشكك في قيمة الوحي الذي يمكن من صناعة الإنسان، والتنمر
الثالث ظهور جماعات أصوات تشير إلى أن مؤسسات العلماء حليفة للبلاطات والحكام ولا تتحمل
مسؤولياتها في مجال التأطير للناس وهذه الأمور تحتاج إلى إعادة الاعتبار إلى هذه المؤسسة
الحارسة التي تشكل إلى جانب الحكام ليكونوا قادرين على تأطير هذه الحشود المؤهلة للتحصيل.
وقال إن المطلوب
الآن نحت وصوغ تجمع بشري يصبح كالجسد الواحد كالبنيان يشد بعضه بعضا ويصبح لديه القدرة
لرد الأمور الضارة وهي النهي والنفي عن المنكر، ولا ينبغي السير فيه مطلقاً ويصبح عنده
نوعاً من التحول عندما يدخل ضمن الأمة وهذا الجسد يرده.
وقال إن هذا المثال
والنموذج يحتاج إلى نوع من الكدح لكي ننتقل من حالة الشتات إلى حالة الأمة والجسد الذي
يكون أداؤه مجتمعاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق