الجمعة، 25 أبريل 2014

الدكتور عبد المالك هيباوي وأول اللقاء


الدكتور عبد المالك هيباوي 

 أستاذ العلوم الشرعية بجامعة توبنجن بألمانيا (University Tübingen)، وخطيب جمعة.

 التقيته صدفة وهو يتجول بأروقة المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء، ولأول مرة،2013/04/04م، أطلعني في هذا اللقاء الممتع على ثلاثة أعمال له يريد طباعتها، اطلعت على فهارسها، كانت حقا جلسة ممتعة وغنية، تعارفنا أكثر عند لقائنا بمدينة الرباط.

له كتاب الإستشراق الألماني دراسة في الحياة المستشرقة أنيماري شيمل وجهودها في تقريب صورة الإسلام والحضارة الإسلامية إلى المجتمع الألماني / عبد المالك هيباوي.







أجرى حوارا معه  أمين بنضريف وأنقله للفائدة:

عبد المالك هيباوي: "ليس هناك بديل عن تكوين الأئمة في ألمانيا"

الجلوس على مائدة الحوار ومد الجسور بين المسلمين وغير المسلمين من أجل النهوض بقضايا المسلمين هو الشغل الشاغل لعبد المالك هيباوي، الذي يحاول عبر منابر مختلفة دعم اندماج المسلمين و تغيير الصورة النمطية للإسلام في ألمانيا

عبد المالك هيباوي:عضو مؤتمر الإسلام الألماني و أستاذ جامعي في الدراسات الإسلامية

يعتبر عبد المالك هيباوي، المغربي الأصل، من الوجوه البارزة في ما يخص قضايا المسلمين في ألمانيا، فمن خلال تكوينه الأكاديمي في الدراسات الإسلامية واشتغاله لعدة سنوات كإمام وأستاذ جامعي ومنسق لمشاريع إدماج المسلمين في مدينة اشتوتغارت في ألمانيا، استطاع عبد المالك هيباوي أن يجمع بين النظري والتطبيقي.

عبد المالك هيباوي يرى في دعوته إلى مؤتمر الإسلام الألماني تكليفا وليس فقط تشريفا، فهو واعي بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، حيث أنه يرى مهمته التي يسعى إليها، أي مد الجسور بين المسلمين وغير المسلمين، لن تكون سهلة، فالصورة النمطية السائدة حول المسلمين في ألمانيا لا يمكن القضاء عليها إلا بإرادة وتعاون جميع الفاعلين، سواء منهم في الحقل السياسي أو الديني أو الاجتماعي أو على مستوى المسلمين أنفسهم. ومن أجل التعرف على رؤيته وأنشطته أجرينا معه الحوار التالي:

دويتشه فيله: كيف ترى مبادرة وزارة الداخلية الألمانية في خلق ما يسمى مؤتمر الإسلام الألماني، وما هو وقع ذلك على الإسلام والمسلمين في ألمانيا؟

عبد المالك هيباوي: هذه الدعوة إلى مؤتمر الإسلام هي دعوة إيجابية، تشكل إطارا للتفاهم والحوار والتبادل بين الحكومة الألمانية وبين المسلمين، وهذا تعبير من الحكومة الألمانية على أن المسألة تتعلق بالحوار مع المسلمين وليس حول المسلمين، باعتبار أن المسلمين يشكلون جزءا من المجتمع الألماني، لهم حقوق وعليهم واجبات، وفي هذا الإطار نبحت جميعا في مؤتمر الإسلام الألماني بعض القوانين أو المخططات لإيجاد حلول متعلقة بمشاكل اندماج المسلمين والتعايش بين المسلمين وغير المسلمين في ألمانيا.


عبد المالك هيباوي مع أعضاء آخرين في مؤتمر الإسلام الألماني الذي عقد في آذار/مارس 2011

صورة المسلمين في ألمانيا كان من أهم مواضيع رسالة الدكتوراه التي اشتغلت عليها ابتداء من سنة 2002، ما هي النتائج التي توصلت إليها في هذا الإطار أو بالأحرى هل هناك تغيير لهذه الصورة في المجتمع الألماني المعاصر؟

من بين النتائج التي توصلت إليها، هو أن الإنسان الألماني لا يعرف الكثير عن الإسلام أو ينظر إلى الإسلام ككتلة واحدة، لكن الإسلام شأنه شأن الأديان الأخرى فيه تعدد وتنوع، فهناك تنوع في مجال التصوف، تنوع في المذاهب ومدارس فهم الإسلام، هذا من جهة، ولكن من جهة أخرى فإن صورة الإسلام في المجتمع الألماني لازالت للأسف في الغالب صورة مشوهة لا تعكس حقيقة المسلمين، وأظن أن هذا هو الإطار الذي جاء فيه مؤتمر الإسلام ليحسن من صورة الإسلام والمسلمين.

كان هذا رأيك الأكاديمي، لكن من خلال عملك أيضا كإمام، كيف ترى دور الأئمة في ألمانيا من أجل تصحيح أو محو هذه الصورة النمطية؟

دوري كإمام أو كل إمام موجود في ألمانيا ينقسم إلى قسمين، أولا دوره في المسجد أو في الجمعية الإسلامية التي ينتمي إليها، أي دور ديني، اجتماعي، ثقافي، كتقديم خطبة الجمعة وتدريس القرآن واللغة العربية للأطفال مثلا،أما الجانب الآخر فيكمن في خلق جسر بين الجمعية الإسلامية و المجتمع، أي الانفتاح على العالم الخارجي من خلال عقد لقاءات وشراكات مع كل مكونات المجتمع مثل المدارس، والمستشفيات، ودور العجزة.من أجل مد جسور التفاهم والتعايش والحوار بين الأقلية المسلمة والمجتمع الألماني.

هذا يعني أنك تؤيد فكرة تكوين الأئمة في ألمانيا؟

ليس هنالك بديل عن تكوين الأئمة في ألمانيا، سواء تكوين شرعي أو ثقافي أو تربوي، وأيضا تكوين سياسي، لأن حاجيات المسلمين أو الأسئلة التي يطرحونها، وخاصة أسئلة شباب الجيل الثالث والرابع تتطلب من الإمام أن يواكب هذه الحاجيات، ولهذا فإن على الإمام أن يتكون في البلد الذي يتواجد فيه. فهناك حديث لرسول الله يقول:" خاطبوا الناس على قدر عقولهم"، وبهذا فإن الإمام يجب أن يخاطب الناس حسب حاجياتهم، وللمسلمين في ألمانيا حاجيات تختلف تماما عن حاجيات المسلمين في المغرب أو تركيا أو أفغانستان، لهذا يجب على الإمام أن يأخذ بعين الاعتبار حقوق وواجبات المسلمين في ألمانيا، وأن يشجع التحاور والتعايش بين جميع الجنسيات والأديان.

لكن مؤتمر الإسلام له فقط دور استشاري، هل ترى أن هذا المؤتمر هو منبر للتحاور فقط أم أنه قادر أيضا على معالجة هذه المواضيع الشائكة، والخروج بنتائج ملموسة ؟

وزير الداخلية الألماني هانس بيتر فريدريش يصافح عبد المالك هيباوي

هذا المؤتمر ليس فقط منبرا فحسب، بل نحن نشتغل على هذه المواضيع في إطار ورشات الأعمال، ونخرج بنتائج نسعى أن يتم تطبيقها على صعيد الولايات والجماعات المحلية، وبهذا فإن للمؤتمر دور إيجابي وحاسم في تغيير الصورة النمطية وأيضا دفع المسلمين لكي يتحملوا مسؤوليتهم في المجتمع، باعتبارهم مواطنين، فعلى المسلم أن يحس أنه مواطن، هذا من حقه، ولكن من واجبه أيضا أن يكون رجل إصلاح في المجتمع الذي يعيش فيه، وهذه هي الرسالة التي يريد مؤتمر الإسلام نشرها، أي التضامن والتماسك بين المسلمين وغير المسلمين ومن بين النتائج المهمة للمؤتمر أيضا هو مشروع تأسيس كليات الدراسات الإسلامية في الجامعات الألمانية الذي يطبق الآن على أرض الواقع بحيث أن هناك أربع جامعات مقبلة هذه السنة على إنشاء معاهد للدراسات الإسلامية بموازاة مع معاهد الدراسات البروتستانتية والكاثوليكية.

 



الجمعة، 4 أبريل 2014

الــــبـــــيـــــــان الــــــخــــتــــامــــي: للندوة العلمية الدولية في موضوع: " مناهج البحث في العلوم الإسلامية والواقع المعاصر"

الــــبـــــيـــــــان الــــــخــــتــــامــــي: للندوة العلمية الدولية في موضوع: " مناهج البحث في العلوم الإسلامية والواقع المعاصر" 

 


نظمت مؤسسة دار الحديث الحسنية يومي الثاني والثالث من جمادى الثانية 1435 الموافق للثاني والثالث من أبريل 2014م ندوة علمية دولية في موضوع: " مناهج البحث في العلوم الإسلامية والواقع المعاصر" شارك فيها عدد من العلماء والأساتذة الباحثين المتخصصين من المغرب ومن عدد من الدول.


وقد شهدت قاعة الندوات برحاب المؤسسة أشغال هذه الندوة المباركة التي انتظمت في أربعة محاور علمية موزعة على أربع جلسات، تناولت بالدرس والتحليل موضوعات وقضايا تتعلق برصد المناهج المتبعة في العلوم الإسلامية، ومدى قدرة مفاهيمها وقوانينها الحالية على الاستجابة لمتطلبات الواقع، والجوانب التي يمكن أن تستفيد فيها من التطور الحاصل في المناهج عموما، كما تناولت حقيقة هذا الواقع الذي يراد لمناهج العلوم الإسلامية أن تتفاعل معه، وآثاره في نمط التفكير، وشروط التأثير فيه ضبطا وتصحيحا.


كما حرصت جملة من البحوث على معالجة نماذج من الدراسات الإسلامية التي تناولت وقائع معاصرة، وأخرى اتجهت إلى تحليل بعض من مواد العلوم الإسلامية بحثا عن الجوانب التي يمكن التطوير فيها، والجوانب التي تستوجب الثبات ضمانا لخصوصيتها، وصيانة لصفاتها المميزة باعتبارها روح هذه العلوم وكلياتها القطعية.


ولقد صحبت هذه الجلسات الماتعة مناقشات علمية تبارت فيها العقول سعيا للوصول إلى أفضل التصورات وأنضج الأفكار.


وبعد هذه الجلسات العلمية المفيدة والمناقشات المرشدة خلصت الندوة إلى جملة من النتائج العلمية الهامة، والتوصيات التي تسهم في فتح آفاق جديدة لدراسة مناهج البحث في العلوم الإسلامية، من أجل تقديم علمي مناسب للعطاء المطلوب من العلوم الإسلامية تنظيما لحياة الإنسان، وتفسيرا لمواقفه وحلا للسلبي منها، وابتكارا للآفاق الرحبة التي يمكن ارتيادها، سوى ماهو معروف من الأنشطة والفرص.


ومن أبرز هذه النتائج :


 


1. العلوم الإسلامية قابلة ذاتيا للتجديد والتجدد، وهي إما فنون نشأت حول الوحي مستمدة أو خادمة كوسائل، أو فنون نشأت حول الإنسان والكون معتبرة بالوحي.


2. إن مراعاة الواقع مبدأ أصيل في البنية الأصولية للعلوم الإسلامية متمثلة في اعتبار المصالح والمقاصد والعرف واعتبار المآل وتحقيق المناط وغيرها، وفي البنية الفقه متمثلة في علمي الإفتاء والقضاء.


3. الانتباه إلى العوائق المنهجية والموضوعية التي تمنع الباحث من التصور الصحيح للقضايا العلمية والمنهجية المتعلقة بالعلوم الإسلامية .


4. تصنيف العلوم وتقسيمها أفضى إلى ترسيخ بعض المقابلات السلبية كثنائية العقل والنقل، وثنائية الحكمة والشريعة وأمثالها.


5. قابلية العلوم الإسلامية للاستعانة بالعلوم العصرية، وهي مشروطة بعدم العود على قطعياتها وثوابتها بالإبطال.


6. النهوض بالتجديد في العلوم الإسلامية في جانب المناهج والمفاهيم رهين بوجود بيئة حاضنة، وعقلية مؤهلة ناقدة.


7. اعتبار التخصص والخبرة شرطا في تقييم الإنتاج الخاص بكل علم من العلوم.


8. دخول عقيدة


9. أهمية التمييز في العلوم بين ماقبل زمن التأليف والنظر والمناظرة، وما بعده خاصة في علوم العقائد، وأهمية تحرير المباحث العقدية، واعتبار مااتصل بها من حيثيات زمانها وسياقاتها.


وخلصت الندوة إلى توصيات عملية هامة من أبرزها:


10. تطوير درس العلوم الإسلامية بالانتقال من الوصف السطحي والتاريخ الأفقي، إلى مستوى الدرس التحليلي والتركيبي لمكونات مادة هذه العلوم، ولمختلف العناصر المؤثرة فيها.


11. العناية بإنجاز بحوث جامعية في بيان الجسور الممكنة بين العلوم، وعرض قطعيات العلوم الإسلامية وقواعدها الثابتة بطرق علمية معاصرة


12. إنشاء مراصد لتوصيف مناهج العلوم الإسلامية وحصرها، وتعريفها، وبيان تطورها.


13. دراسة تجارب الأفراد والمؤسسات وجهودهم في معالجة القضايا المنهجية في العلوم الإسلامية تصورا، وتجديدا، وتحريرا وتصحيحا.


14. ضرورة الاطلاع على جهود الغربيين في مجال دراسة العلوم الإسلامية وتدريسها، والإفادة منها.


15. مواصلة السير بالاجتهاد في الانتاج العلمي في العلوم الإسلامية حتى تحافظ على أدائها الوظيفي وقوتها الإجرائية لتظل خادمة لقضايا الأمة والإنسانية.