الأحد، 4 أغسطس 2013

"بديع القرآن: دراسة تاريخية نقدية" للمفكر المغربي د. محمد إقبال عروي

"بديع القرآن: دراسة تاريخية نقدية" 
للمفكر المغربي الدكتور محمد إقبال عروي

  إعداد: ذ. محمد لحمادي

باحث بمركز الدراسات القرآنية


إن المتأمل في الدراسات والبحوث المنجزة حول التراث الفكري العام للأمة الإسلامية يرى أن تلك الجهود تسير في خطين متكاملين، خط تحقيق التراث ودراسته، وخط تقويم ذلك التراث، لكن الملاحظ الحصيف، يرى أن بعض الحقول الدراسية التراثية عرفت نموا متزايدا على حساب بعض الحقول المعرفية الأخرى...
وعلم بديع القرآن من العلوم التي لم تتجاوز مرحلة التحقيق والاستيعاب إلى مستوى الدراسة والتقويم، ولذا فإن جل الدراسات البديعية للقرآن الكريم ظلت مرتبطة بدراسات الأقدمين؛ تبويبا وتمثيلا، ومنهجا واصطلاحا.
ولهذا يأتي إصدار كتاب «بديع القرآن: دراسة تاريخية نقدية» لمؤلفه المفكر المغربي الدكتور محمد إقبال عروي، عن إدارة الثقافة الإسلامية، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الكويت، ط.1، 1430هـ/2009م، في مجلدين، ـ وهو في أصله أطروحة دكتوراة الدولة ـ، ليساهم في تجلية موضوع بديع القرآن، من خلال دراسته وتقويمه، بتجاوز مرحلة التبويب والتمثيل.. إلى مرحلة الإحكام المنهجي والمعرفي لبديع القرآن.
وقد اختار البحث أن يلج عوالم بديع القرآن في مستويين، مستوى تأريخي، ومستوى نقدي، فاستوى الكتاب في مدخل وثلاثة أقسام، وخاتمة عرضت لأهم الخلاصات والاستنتاجات.
تحدث المؤلف في مدخل الكتاب عن الأطروحة المحددة للموضوع، وأسباب الاشتغال بالموضوع ودوافعه، ومنهج البحث فيه، ثم الإطار العام لموضوعات الكتاب.

القسم الأول: "في المهاد النظري"

في الفصل الأول منه، حدد المؤلف مكونات العنوان، ووقف على الدلالة المستقرة لمفهوم «بديع القرآن» و«الدراسة التاريخية» و«الدراسة النقدية»، ثم عرض في الفصل الثاني لجهود الدارسين المعاصرين لبديع القرآن، في مبحثين: المبحث الأول اختص بالدراسة العامة للبديع في القرآن، والمبحث الثاني: للدراسة الخاصة.

القسم الثاني: "بديع القرآن: دراسة تاريخية نقدية"

اختص القسم الثاني بدراسة البديع دراسة تاريخية نقدية ـ في بعض كتب التفسير والبلاغة والإعجاز ـ من خلال نشأته وأصوله ومستويات تطوره ومنهجياته وكان هدف د. محمد إقبال عروي من وراء ذلك، سواء في فصله الأول أو الثاني، الوقوف على أهم الفنون البديعية التي اهتدى إليها البلاغيون في خطاب القرآن الكريم، ووضعوا لها ألقابها ومفاهيمها، وإبراز خصائص المنهجية التي اختطوها في مجال تحليل الظواهر والفنون.
وخلص هذا الفصل، إلى أن الظاهرة البديعية عرفت بدايتها الذوقية الأولى مع عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، وهي المرحلة التي لا يلتفت إليها، عادة، عندما يؤرخ لنشأة البديع، مما رجح إيلاءها عناية خاصة استغرقت فقرات الفصل المذكور.
في حين توسع الفصل الثاني؛ في عرض عطاء بعض المفسرين أمثال أبي عبيدة وابن قتيبة والزمخشري، باعتبارهم أقطاب رواد التفسير، المدمج للبلاغة في النطر إلى أساليب القرآن،  تحت عنوان: «الاتجاه الإدماجي الوظيفي» مذيلا هذا المبحث بـ «الإسهام المتفرد للزمخشري في مجال بديع القرآن» من خلال الإشارة إلى مجموعة من الفنون البديعية في القرآن؛ الفواصل، والمناسبة،والتخلص، والاعتراض، والتضمين ...
وفي المبحث الثاني: عرض للاتجاه الإعجازي في دراسة بديع القرآن، وقد مثل هذ الاتجاه أعلام في الإعجاز أمثال الخطابي والرماني والباقلاني، والجرجاني، الذين أسهموا في هذا الاتجاه إسهاما ملحوظا، وفي المبحث الثالث: خصصه للاتجاه التصنيفي في بديع القرآن، ، وقد مثل له  بابن أبي الإصبع وابن النقيب.
أما المبحث الثالث فخصصه للاتجاه التصنيفي الإحصائي «صناعة القواعد البديعية» وهو اتجاه تأثر بالبيئة التي نشأ وترعرع فيها ، وقد مثل له بابن أبي الإصبع وابن النقيب، في مستويين؛ مستوى وصفي في دراسة الاتجاه التصنيفي الإحصائي، ومستوى نقدي في دراسة الاتجاه التصنيفي الإحصائي.
وقد خلص هذا الفصل، مع كل اتجاه إلى وضع اليد على ما يتفرد به على المستوى المنهج والرؤية والمصطلح وطريقة التحليل، مبرزا لجوانب القوة والضعف بحسب ما يتيحه النظر، ويوفره التدقيق، متوسلا في سبيل الخروج من الأزمة، إلى نظرة الاتجاه الإدماجي الوظيفي.

القسم الثالث: "بديع القرآن: دراسة نقدية"

يمثل القسم الثالث من الدراسة الدعامة القوية في بناء الكتاب، لأنه اهتم بالدراسة النقدية لبديع القرآن، فرصدت الدراسة طائفة من الأزمات في هذا الحقل العلمي المترامي، ومن تم تصنيفها إلى أزمات آيلة إلى المنهج، وأخرى مرتدة إلى القضايا والفروع، وثالثة تختص بتداخل الحقول المعرفية.
ففي الفصل الأول: تحدث عن الأزمة الآيلة إلى الفروع والقضايا، فاشتغل المبحث الأول على مجموعة من المصطلحات الضعيفة والمفاهيم المتعسف في صياغتها وتركيبها، تمثلت في المفردات ذات الاصطلاحية الضعيفة؛ كـ«العنوان» و«المذهب الكلامي» و«إلجام الخصم بالحجة» و«تجاهل العارف» و«التمزيج» و«الاقتدار» و«الغزل» و«التشبيب» ... بالإضافة إلى التعسف في المفهوم: كـ«الطاعة والعصيان» و«الهزل الذي يراد به الجد» و«المزلزل» و«الاطراد» و«لزوم ما لا يلزم» و«وما يقرأ من الجهتين» و«النزاهة» ...
وفي المبحث الثاني كشفت الدراسة عن طغيان النظرة الصبغية للبديع، وهي نزعة تفصل الفنون البديعية عن المعنى، وتجفف ينابيع العلاقة الدلالية التي تقتضي إيرادها داخل سياق دون آخر، وفي المقابل، انتصر المبحث، للنظرة التعالقية التي تعتبر الخطاب وحدة جوهرية قائمة بامتزاج اللفظ والمعنى، وانصهارهما داخل سياق كلامي وأسلوبي واحد لا يغني أحدهما عن الآخر.
وخلص الفصل إلى إبراز مستويين مختلفين لها، يتمثل المستوى الأول في تعدد المصطلحات للمفهوم الواحد، ويختص الثاني ببسط القول في تعدد المفاهيم للمصطلح الواحد.
وفي الفصل الثاني: تحدث عن الأزمة الآيلة إلى المنهج، فأفرد المبحث الأول لاضطراب العلاقة بين المصطلح والمفهوم في بديع القرآن، وعرض في هذا الصدد لمجموعة من المصلحات التي صار لها أكثر من مصطلح، مثل "تجاهل العارف" و"الجناس" و"الطباق" و"تأكيد بما يشبه الذم" و"الفاصلة" ... كما عرض لمجموعة من المصطلحات التي ألحق بها البلاغيون أكثر من مفهوم، مثل: "المطابق" و"التضمين" و"الاستطراد" و"جمع المؤتلفة والمختلفة"، وخلص هذا المبحث برصد عوامل اضطراب العلاقة بين المصطلح والمفهوم، متمثلة في العناصر الآتية:
ندرة التواصل العلمي السريع الهادف إلى توحيد المصطلحات والمفاهيم، وكثرة المشتغلين بعلم البديع، ومرونة الفنون البديعية واعتمادها على الذوق استخراجا وملاحظة وتحليلا... بالإضافة إل تداخل العديد من الفنون والمباحث البديعية، وغموض الحدود الفاصلة بين أساليبها، وحرص أغلب البلاغيين على التفرد بالتلقيب ونقد صنيع غيره...
ووقف البحث عند ظاهرة التكلف الاستنباطي في استخراج أكثر من فن بديعي من الآية الواحدة، قد تصل إلى أكثر من عشرين فنا، ودعا في هذا الصدد إلى إحكام أصول الفنون، ثم إلحاق الشواهد القريبة بها.
وخصص المؤلف المبحث الثاني للحديث عن الخلط الحاصل بين المصطلح البديعي وغاياته ووظائفه، فنجد كثيرا من البلاغيين يسمون الفن البديعي في القرآن الكريم باسم الغاية المتوخاة منه، أو باسم وظائفه وأهدافه المرصودة له، وهي أزمة يمكن تجنبها بتسمية الفن باسم غايته، واختيار المصطلح الذي يحيل على الطبيعة الفنية في الأسلوب البديعي، ومن المصطلحات التي وقفت عليها الدراسة: "خذلان المخاطب" و"الشماتة" و"التهكم" و"التندير" و"حسن البيان" و"التنكيت".
وجعل الفصل الثالث: في الأزمة الآيلة إلى تداخل الحقول المعرفية، فأفردها في ثلاثة مباحث: بحيث جعل أولها في المباحث المقحمة في صلب بديع القرآن، كالجدل وعلم الكلام والمنطق، كـ «القول بالموجب» و«الهدم» و«الاستدراج» و«المذهب الكلامي» و«التعليل» و«الإلجاء» و«التسليم» ... وثانيها؛ في المباحث غير البلاغية التي تسربت إلى بديع القرآن عبر علم التفسير، كـ«الاقتناص» و«المدرج» و«المواربة» و«التوجيه» و«الاستخدام» ... والمبحث الثالث؛ خصصه للمباحث التي تسربت إلى بديع القرآن من حقل علم الشعر والنقد، كـ«الموازنة» و«الاتباع» و«والسلخ والمسخ» و«سلامة الاختراع من الاتباع» ...
أما فصله الرابع، فاختار أن يقدم بديلا منهجيا لإصلاح أوضاع بديع القرآن، ممثلا في المنهجية البيانية القائمة على خصائص معتبرة، وفي مقدمتها إعمال أصول المصطلحات والمفاهيم، وإهمال الفروع الحادثة، واستحداث منهجية محورية بدل النظر التجزيئي الاستقرائي، والمنطق التفريعي لفنون البديع.
وبالرغم من تداخل هذه المباحث، فقد أمكن لفضيلة الدكتور محمد إقبال عروي حفظه الله، صياغتها ضمن تصميم روعي فيه منطق الانتقال التدرجي من العام إلى الخاص، والانطلاق من الأصل إلى الفرع، إلى أن انتظمت وفق خطتها العامة، مما يكتسي معه هذا العمل قيمة علمية كبيرة تجعله جديرا بالقراءة.

الخميس، 16 مايو 2013

ندوة دولية في موضوع: دور القرآن الكريم في بناء الإنسان والعمران

 ندوة دولية في موضوع: دور القرآن الكريم في بناء الإنسان والعمران




في إطار أنشطته العلمية والفكرية، ينظم مركز الدراسات القرآنية، التابع للرابطة المحمدية للعلماء؛ بتعاون مع مختبر الدراسات الشرعية والبناء الحضاري بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة ابن طفيل القنيطرة، ومجلة حراء التركية ندوة دولية حول موضوع: "دور القرآن الكريم في بناء الإنسان والعمران".
وذلك يوم الخميس 23 ماي 2013م، برحاب قصر البلدية بمدينة القنيطرة. بمشاركة أساتذة وباحثين، من المغرب، ومصر، والجزائر، وتركيا.
يشار إلى أن هذه الندوة المباركة ستعرف إلقاء محاضرة علمية افتتاحية توجيهية لفضيلة الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، تحت عنوان: "بناء الإنسان والعمران في القرآن الكريم: من الفرد الأمة إلى الأمة الفرد".


البرنامج الكامل
9.00 ـ 10.00 الجلسة الافتتاحية
·       الرئيسة: دة. بهيجة الشدادي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، القنيطرة
·       المقرر: ذ. محمد لحمادي، مركز الدراسات القرآنية بالرابطة المحمدية للعلماء
ـ آيات بينات من الذكر الحكيم، ذ. المختار جدوان
ـ كلمة السيد رئيس جامعة ابن طفيل القنيطرة، د. محمد بوستة
ـ كلمة السيد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة، د.عبد الحنين بلحاج
ـ كلمة السيد فضيلة الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أ.د. احمد عبادي
ـ كلمة السيد المشرف العام على مجلة حراء، ذ. نوزاد صواش
ـ كلمة السيد مستشار مجلة حراء، ومركز البحوث الأكاديمية باسطنبول، ذ. مصطفى أوزجان
ـ كلمة السيد رئيس المجلس العلمي المحلي بالقنيطرة، د. محسن إكوجيم
ـ كلمة السيد مدير مختبر الدراسات الشرعية والبناء الحضاري، د. أحمد البوكيلي
ـ كلمة السيد رئيس مركز الدراسات القرآنية بالرابطة المحمدية للعلماء (عن اللجنة العلمية والتنظيمية)؛ د. محمد المنتار
10.10 ـ 11.10 محاضرة افتتاحية
بناء الإنسان والعمران في القرآن الكريم
من الفرد الأمة إلى الأمة الفرد
فضيلة الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، الأستاذ الدكتور أحمد عبادي
تقديم: ذ. شفيق الإدريسي
المقررة: دة. فاطمة الزهراء الناصري، مركز الدراسات القرآنية بالرابطة المحمدية للعلماء
استراحة شاي

11.30 ـ 13.30  الجلسة العلمية الأولى: تأصيل العلاقة بين القرآن الكريم والإنسان والعمران
الرئيس: د. محمد بنكيران، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، القنيطرة
المقرر: ذ. لحسن الوزاني، مركز الدراسات القرآنية بالرابطة المحمدية للعلماء
 11.30 المعنى القرآني والإنسان العمراني
د. نوزاد صواش، المشرف العام على مجلة حراء، تركيا
11.50 خطاب القرآن ومستقبل علاقة الإنسان بالعمران
د. سمير بودينار، مدير مركز الأبحاث والدراسات الاجتماعية، وجدة، المغرب
12.10 ثوابت في تعريف الإنسان من خلال قصة آدم عليه السلام
د. عز الدين توفيق، أستاذ التعليم العالي، جامعة الحسن الثاني، عين الشق، الدار البيضاء
12.30ـ 13.30 المناقشة
الصلاة + الغذاء
16.00 – 18.30 الجلسة العلمية الثانية: الأبعاد المنهاجية والمقاصدية لبناء الإنسان العمراني
الرئيس: د. أحمد الزيادي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، القنيطرة
المقرر: ذ. شوقي محسن، مركز الدراسات القرآنية بالرابطة المحمدية للعلماء
16.00 من التزكية إلى العمران
د. زيد أبو شعراء، أستاذ التعليم العالي، جامعة ابن طفيل، القنيطرة
16.20 آفاق دلالية ومقاصدية في العمران القرآني
د. محمد إمام داوود، أستاذ علم البيان، جامعة قناة السويس، مصر
16.40 ضوابط العمران والبنيان رؤية في ضوء القرآن الكريم
د. يحي وزيري، أستاذ الحضارة الإسلامية والعمران، جامعة القاهرة، مصر
17.00 الأستاذ فتح الله كولن والرهان القرآني المستقبلي
د. سليمان عشراتي، أستاذ جامعي، الجزائر
17.20 المعالم المنهجية لتفسير حضاري للقرآن الكرم تفسير الرشد مقترحا فتح الله كولن، نموذجا
د. بابا عمي، أستاذ جامعي، الجزائر
17.40 -18.30 المناقشة

18.30- الجلسة الختامية
الرئيس: ذ. شفيق الإدريسي
ـ كلمة باسم السادة الأساتذة المشاركين
ـ قراءة التوصيات والبيان الختامي للندوة
ـ الدعاء الخالص لمولانا أمير المومنين جلالة الملك محمد السادس، نصره الله
ـ تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم

ملحوظة: ينظم، بالموازاة مع الندوة، معرض لمنشورات مركز الدراسات القرآنية، وإصدارات الرابطة المحمدية للعلماء

السبت، 27 أبريل 2013

مفهوم التأويل في القرآن الكريم

               كتاب مغربي جديد يبحث مفهوم التأويل في القرآن الكريم 



نشر في المساء يوم 06 - 04 - 2013

يصدر مركز الدراسات القرآنية التابع للرابطة المحمدية لعلماء المغرب، قريبا، نسخة جديدة من كتاب «مفهوم التأويل في القرآن الكريم: دراسة مصطلحية». وقال المركز في مقال نشره بموقعه على شبكة الأنترنت إن الكتاب الجديد يعد من
«البحوث العلمية التي عنيت بالمصطلح القرآني تأصيلا لمفهومه، والكشف عن معانيه، وبيان الفروق والعلائق، ورصد أصوله الدلالية، وامتداداته المفهومية».
ويتكون الكتاب من ثلاثة أقسام. يعنى الأول ببيان مفهوم الدراسة المصطلحية باعتبارها المنهج المتبع في دراسة مفهوم التأويل في القرآن. في حين يدرس الثاني دلالات مصطلح التأويل ومقوماته، في نصوص القرآن. أما الباب الثالث، والأخير، فخصص ل»عرض الامتدادات على مستوى الفروع الاصطلاحية، ضما أو اشتقاقا»، حسب المصدر سالف الذكر.
وشدد مركز الدراسات القرآنية على أن أهمية النسخة الجديدة من الكتاب تكمن في تقديمه «نموذجا للبحث في الدراسة المصطلحية للمصطلح القرآني، داخل النص وخارجه».
وأوضح أن فريدة زمرد «اجتهدت في تحديد مفهوم التأويل في القرآن الكريم، من خلال دراسة كافة الآيات التي ورد فيها اللفظ، وتحليلها في ضوء معطيات تحليل النصوص، والآليات التي تعين على ذلك، من اعتبار السياقات، سواء الدلالية أو التداولية وغير ذلك من الأمور، وأيضا عبر تتبع كل ما يمت بصلة إلى هذا المصطلح من ضمائم، وعلاقات، واشتقاقات وقضايا». وتتمثل أبرز القضايا المثارة في هذا الصدد في «المحكم والمتشابه» و»علاقة التفسير بالتأويل». 

باحث مغربي يقدم دراسة نقدية للتأويلات المعاصرة للخطاب القرآني

باحث مغربي يقدم دراسة نقدية للتأويلات المعاصرة للخطاب القرآني 
كتاب لعبد الرحمن بودرع عن «الخطاب القرآني ومناهج التأويل: نحو دراسة نقدية للتأويلات المعاصرة»



ينتظر أن يصدر قريبا عن مركز الدراسات القرآنية، كتاب جديد عن «الخطاب القرآني ومناهج التأويل»، للباحث عبد الرحمن بودرع، أستاذ النحو واللسانيات بكلية الآداب بمدينة تطوان، خلص إلى أن تفرد البيان القرآني و
إعجازه كونه رسالة عالمية شاملة بلسان خاص، وأن الخطاب القرآني لا يفهم حق الفهم ولا يؤول التأويل الصحيح إلا بعرض الآيات على السياق».
واختار بودرع تعضيد العنوان الرئيسي لكتابه الجديد بعنوان فرعي: «نحو دراسة نقدية للتأويلات المعاصرة» يبرز فيه بشكل أكثر وضوحا الإشكالية الرئيسية لهذا المؤَلف، والتي تتجسد في دراسة ونقد المحاولات التأويلية المعاصرة للقرآن الكريم. وأرجع اهتمامه ب»نصية القرآن»، في مقال نشره أخيرا على مدونته الخاصة، إلى كون «النص القرآني عِماد الحضارة الإسلامية، ومؤسسها، أما التأويلات المعاصرة التي تحوم حول القرآن الكريم ولا تقرب النص، فلا يسوغ اتخاذها أساسا لفهم الفكر الإسلامي أو الحضارة الإسلامية؛ لأنها لا تتمتع بمرجعية شرعية تبوئها المقعد اللائق في تفسير دلالات النص وتأويلِها».
وقال بودرع إن «هذا البحث ليضع اليد على نماذج التأويل الحديث للقرآن الكريم، يعرضها عرضا ويبين مواطن الخلل فيها وأسباب إخراج النص عن مواضعه ومقاصده، ونقد ما يستحق النقد منها، وهذا باب كبير من أبواب العلم ينبغي أن تصرف إليه العناية».
وأشار في هذا الإطار إلى بروز «مقاربات نصية حديثة، في مجال المناهج، تقوم على التماس مواطن الانسجام والتماسك في بناء النص القرآني والبحث عن كل عناصر «التساند» في البنية اللفظية والمضمون الدلالي والمقاصد الشرعية، التي تقود إلى طريق نهجةٍ في النظر السديد والتأويل المفيد..».
وشدد مركز الدراسات القرآنية في مقال تقديمي للكتاب، نشره أخيرا، على موقعه على شبكة الانترنت على أن «الخطاب القرآني ومناهج التأويل» يأتي في سياق ضرورة رصد التأويلات الجديدة التي اجتهدت في تطبيق بعض مبادئ اللسانيات ومنهجيات التأويل على النصّ القرآني وتتبعها وو»القيام في شأنها بمراجعات فكرية رصينة، ودراسات علمية متأنية، وقراءات نقدية لأسسها النظرية، وما يتصل بها من الأنساق المفاهيمية، والأطر المرجعية، والنواظم المنهجية»، خاصة أنها «لم تخل من مزالق نظرية ومنهجية، كما أثارت العديد من الانتقادات والاعتراضات، من لدن المشتغلين بالعلوم الإسلامية» وفق المصدر نفسه.
وحاول الكتاب، حسب المركز نفسه، أن «يجيب عن بعض الأسئلة المثارة في مَيدان التأويلات المعاصرة للقُرآن الكريم، إجابة نقديّة تسعى إلى البرهنة على أن التأويلات الحداثية الحديثة، لم تُؤْتَ من جهةِ الممارسة الفلسفية في ذاتِها، وإنما أُتِيَت من جهةِ إخْراجِ النص القرآني من سياقِه ومقاصدِه الكُبْرى». وأوضح أن النقد المعتمد في هذا الكتاب «يقوم على وَضعِ التّأويلِ في مَجالِه التَّداولي السليم، وفي سياقِ مَقاصدِه الصّحيحة؛ لإنتاج تأويل مُتَماسك وقِراءة سَليمة، تصحح المَفاهيمَ التأويلية الوافدة».
واعتنى الكتاب أيضا ب»مسألة التأويل عند العلماء المسلمين، وموقفهم من التأويلِ والتأويلية». أكثر من ذلك اقترح في هذا الصدد «منهجا للقراءة والتأويل، بين فيه الباحث بعض خصائصِ البيانِ القرآني في مخاطبة الإنسان». وأبرز في السياق ذاته أن «فقه البيان العربيّ ودلالة اللفظ على المعنى، من صَميمِ فقه معاني القرآن؛ ومن هذه الخصائصِ صفة الجمع والكلية في العبارَة القرآنية، والحكمة من البحث في النص القرآني عن الكليات، وعن الوجوه والنظائر، وانسجام النص القرآني وتماسك بِنائه».
 

مقال لإدريس الموساوي بالمساء يوم: 26/04/2013